عوامل نجاح تعليم التفكير
إن تجويد
التعليم يعني الانتقال من مستوى الحد الأدنى إلى مستوى الإتقان والتميز ، ومن
تكريس الماضي إلى التطلع إلى المستقبل الذي سنواجهه ، وهي عملية شمولية لا تقتصر
على عنصر واحد أو عناصر مختارة من العملية التعليمية بل تمتد لتشمل جميع العناصر
التي فيها تعليم التفكير .
ويعد تعليم التفكير من أبرز الأهداف التي يسعي
المشروع الشامل لتطوير المناهج لتحقيقها
في مؤسساتنا التعليمية حيث كثفت الجهود وسخرت الإمكانات وأعدت البرامج الهادفة
ليصبح الطلاب أكثر استعداداً للتكيف مع ظروف الحياة المحيطة بهم والتعامل مع
المشكلات والصعوبات التي تواجههم .
ومن أهم العوامل المساعدة على نجاح تعليم
التفكير ما يلي :
أولا : المعلم .
يعتبر المعلم من أهم عوامل نجاح برامج تعليم التفكير ،وفي دراسة لفريمان يقول : عندما سألت 200 طفل متميز عن نوع التعليم الذي يحلمون به ، خلصت إلى أنهم لا يطمحون في تغيير في المادة التعليمية بقدر ما يطمحون في تغيير أسلوب التدريس وعندما سئلوا عن نوع المعلم الذي يطمحون في التعامل معه كانت إجاباتهم تركز على أن يكون هذا المعلم يتعامل معهم كصديق حنون في أسلوب تدريسه ، و كذلك ينبغي أن يكون ملما بصورة متقنة بالمعلومات التي يتعامل معها.
وهناك سلوكيات يجب أن يتحلى بها المعلمون من أجل توفير البيئة الصفية اللازمة لنجاح عملية تعليم التفكير وتعلمه وهي :
1ـ الاستماع والتقبل لأفكار الطلبة بغض النظر عن درجة موافقته لها .
2ـ احترام التنوع والفروق الفردية بين الطلبة، والانفتاح على الأفكار الجديدة والفريدة التي تصدر عنهم .
3ـ تشجيع المناقشة والمشاركة وفحص البدائل واتخاذ القرارات والتعبير عن وجهات النظر.
4ـ
تشجيع التعلم النشط الذي يتجاوز حدود الجلوس والاستماع السلبي لتوجيهات المعلم وتوضيحاته،ويتيح الفرصة للطلبة لممارسة عمليات الملاحظة والمقارنة والتصنيف والتفسير وفحص الفرضيات وتوليد الأفكار وحل المشكلات .
5ـ إعطاء وقت كاف للتفكير في المهمات أو النشاطات التعليمية.
6ـ تنمية ثقة الطلبة بأنفسهم باختيار مهمات تفكيرية تنسجم مع مستوى قدراتهم ،ثم تشجيعهم تقديرا لأدائهم .
7 ـ تثمين أفكار الطلبة والتنويه بقيمة الأفكار التي يطرحونها.
8 ـ احترام الأسئلة غير العادية .
9 ـ تقدير التعلم الذاتي وإعطاء فرص لممارسته .
10ـ السماح بالعمل والتعلم دون إخضاع ذلك للدرجات .
11ـ استخدام ألفاظ وتعبيرات مرتبطة بمهارات التفكير وعملياته لترسيخ منهجية علمية في التواصل والمناقشة وحل المشكلات واتخاذ القرارات ، أمثلة على ذلك:
& أعط دليلا على صحة ما تقول .
& ما هي المعايير التي استخدمتها للحكم أو الاختيار أو التفضيل أو القرار .
& هل يمكن إيجاد طريقة أخرى للحل أو إعطاء بدائل أو استعمالات أخرى ؟ .
& هل يوجد نسق أو عناصر مشتركة تجمع هذه الأشكال أو المفردات أو الأعداد ؟.
& ما أوجه الشبه وأوجه الاختلاف بين ؟.
& ما نوع العلاقة بين ؟ هل هي علاقة سببية أو ارتباطية ؟.
& ما هي الكلمة (أو العنصر أو الشكل أو العدد) الشاذة في المجموعة ؟
& رتب الأحداث أو الأعداد الآتية .
& دعونا نحلل المشكلة .
& إذا افترضنا أن.... بماذا تتنبأ ؟
12ـ تجنب استخدام الألفاظ الكابحة للتفكير مثل(: أحسنت ، ممتاز ، صحيح) عندما تكون الأسئلة أو النشاطات من النوع المفتوح والذي يحتمل أكثر من إجابة صحيحة، أو استخدام ألفاظ النقد والتجريح والاستهتار على الإجابات غير الصحيحة أو الناقصة مثل : (خطأ ، يبدو أنك لم تحضر الدرس ، من أين أتيت بهذه الفكرة).
13ـ استخدام المعلم التعبيرات المشجعة
، مثل : ( اقتربت من الإجابة الصحيحة ، هل لديك إضافة ، محاولة جيدة )، واستخدام
أساليب التعزيز المناسبة لرفع مستوى الدافعية الذاتية للتعلم .
ثانيا : البيئة الصفية والمدرسية :
لا شك أن المناخ الصفي بمكوناته من مواد
تعليمية ، وأساليب تعليم ، ومهمات تعليمية ، واتجاهات إيجابية نحو تعليم التفكير ،
ومظاهر مادية من أثاث ووسائل معينة ،والبيئة المدرسية الغنية بمصادر التعلم وفرص
اكتشاف ما لدى الطلبة من استعدادات واهتمامات تعمل على توفير البنية التحتية
لتنمية التفكير والإبداع . إذ كيف يمكن اكتشاف طالب لديه استعدادات للتفوق في
الحاسب والبرمجة ، إذا لم يكن لديه فرصة لقضاء ساعات كافية للتعامل مع الحاسب
وبرامجه بإشراف معلم ماهر ؟ .
كما تحدد العمليات والنشاطات التي تدور داخل
الصفوف بدرجة كبيرة ما إذا كانت المدرسة بيئة مناسبة للإبداع والتفكير أم لا.
لذا فإن هناك شروط لابد من توافرها في المدرسة التي تعمل على تنمية التفكير لدى الطلبة منها :
n الاعتقاد بأهمية دور المدرسة في تنمية وتعليم التفكير .
n
أن تصبح عملية التفكير محورا للمنهاج المدرسي والأساس الذي تقوم عليه عملية التعلم والتعليم .
nأن يمارس الطلاب عمليات التفكير بحرية وانطلاق في مناخ تربوي سليم يسوده الأمن في علاقة المعلم والمتعلم وكذلك الإدارة التربوية فكيف يفكر المتعلم وهو في خوف من المعلم ومتى يبدع المعلم وهو يخشى الموجه والمدير ؟.
خصائص
لابد من توفرها في الصف :
n الجو العام للصف مشجع ومثير بما يحويه من وسائل وتجهيزات وأثاث .
nلا يحتكر المعلم معظم وقت الحصة .
nالطالب هو محور النشاط ، و الصف متمركز حول الطالب .
nأسئلة المعلم تتناول مهارات تفكير عليا ( كيف ؟ لماذا ؟ ماذا لو ؟ ) .
nردود المعلم على مداخلات الطلبة حاثة على التفكير .
وللمناخ
المدرسي العام أكبر الأثر في تنمية التفكير والإبداع ولا بد من تأكيد المبادئ
والقيم الديمقراطية الآتية في التعامل على كل المستويات :
nتقبل واحترام التنوع والاختلاف في الأفكار
والاتجاهات .
nتقبل النقد البناء واحترام الرأي الآخر .
nضمان حرية التعبير والمشاركة بالأخذ والعطاء .
nالعمل بروح الفريق وبمشاركة جميع الأطراف ذات
العلاقة.
n ممارسة
المواطنة في عدم التردد بطلب الحقوق مقابل القيام بالواجبات .
n
احترام رأي الأغلبية والالتزام بمترتباته .
كما لابد أن تتميز المدرسة بوجود هيئات ومجالس تضم الطلبة والمعلمين وأولياء الأمور ولا بد أن يكون لهذه المجالس أهداف وخطط عمل وآليات للتنفيذ والمتابعة .
النشاطات
التعليمية لمهارات التفكير :
تختلف النشاطات الملائمة لتعليم مهارات التفكير عن غيرها من النشاطات من عدة أوجه أهمها :
§
نشاطات التفكير مفتوحة ، بمعنى أنها لا تستلزم بالضرورة إجابة واحدة صحيحة، بل إنها تهدف لحث الطلبة على البحث عن عدة إجابات قد تكون ملائمة ومقبولة .
§ من أهم مميزات نشاطات التفكير أنها تتطلب استخدام واحدة أو أكثر من الوظائف العقلية العليا .
§ تركز نشاطات التفكير على توليد الطلبة للأفكار وليس على استرجاعهم لها كما هو الحال في نشاطات الاستدعاء والتذكر .
§
تهيئ نشاطات التفكير فرصا حقيقية للطلبة للكشف عن طاقاتهم والتعبير عن خبراتهم الذاتية ، كما أنها توفر للمعلم فرصا لمراعاة الفروق الفردية بينهم بصورة فعالة .
§
إن نشاطات التفكير تفتح آفاقا واسعة للبحث ، والاستكشاف ، والمطالعة ، وحل المشكلات ، والربط بين خبرات التعلم السابقة واللاحقة ، والربط بين خبرات التعلم في الموضوعات الدراسية المختلفة .
قواعد
هامة عند اختيار النشاطات:
1 . ملاءمة النشاط لمستوى قدرات واستعدادات وخبرات الطلبة .
2. علاقة نشاط التفكير بالمناهج التي يدرسها الطلبة .
.3 وضوح أهداف النشاط على شكل نتاجات تعلمية ملموسة يمكن قياسها والتحقق منها .