السبت، 11 يوليو 2015

التجربة السنغافورية في إدارة الجودة الشاملة في قطاع التربية

التجربة السنغافورية في إدارة الجودة الشاملة في قطاع التربية:
تعد التجربة السنغافورية في تطوير التعليم من التجارب العالمية الرائدة التي تستحق الوقوف عليها أو التوقف عندها وسبر أغوارها والإفادة منها . إن وزارة التربية والتعليم في سنغافورة ترى أن مهمتها الرئيسية تقوم على تشكيل مستقبل الأمة عن طريق بناء الإنسان السنغافوري على نحو يكون فيه ملتزما لبلده ومجتمعه ، وقادرا على تطوير مستقبل أمته . وتؤمن الوزارة بأن العمل اكساب الطلاب مهارات التعليم و التفكير الإبداعي يضمن المستقبل المشرق لسنغافورة.
ومما قاله السيد (جوتشوك تونج) رئيــس وزراء سنغافــورة أن نجاح سيناريو المستقبل سيعتمد على المعرفة وسرعة الاستجابة للتغيرات الـتي ستطرأ في كل جانب من جوانب الحياة، كما نوهت بعض الصحــف السنغافورية قائلة بأن الكفاح طويل الأمد من أجل النجاح الاقتصادي سيكون في حلبة الفصل المدرسي أكثر منه في سوق العملات.بهذه التوجهات تطلعت سنغافورة نحو تطبيق نظام الجودة،وربطت تعريفاتها المعتمدة للجودة ملاءمة التعريـف للهدف، والوصول إلى التفوق وبلوغ المستوى العالمي في التعليم.ومن المؤكد أن القياس في الجودة يعـد طريقًا لتحسين الجودة النوعية في التربية. فالبيئة التعليمية في سنغافورة منظمة وموجهة وحسنة التمويل، ومنسقة على المستوى الوطني(سوسن شاكر,2012 :31-32).
شمل برنامج التعليم السنغافوري الخطوات التالية:
* تزويد الجميع بالتعليم برفع كفاءة رياض الأطفال، وتوفير ما لا يقل عن 10 سنوات على الأقل من التعليم المدرسي الابتدائي / الثانوي.
* زيادة التمويل والحوافز التعليمية.
* اجتذاب المعلمين الجيدين ( بالتقليل من الروتين الحكومي، وإعفاء المعلمين من بعض الأعمال الإدارية والكتابية، وتعديل الرواتب / شروط الخدمة للمعلمين.
* زيادة مردود معهد التعليم التقني (30000 خريج خلال السنوات الخمس القادمة)، وتوسعة كلية "لاسال" للفنون (Lasalle-SIA College of Arts)، وأكاديمية نانيانج للفنون الجميلة (Nanyang Academy of Fine Arts).
* زيادة عدد الأماكن في التعليم بعد الثانوي خلال السنوات الخمس القادمة(كا هو موك,2000 :148-149).

سمات النموذج السنغافوري للجودة الشاملة:
لجأت سنغافورة هـذا البلـد اﻵسـيوي الصغير إلى التعليم بوصفه قوة الدفع اﻹستراتيجية الرئيسية من خلال تبني سياسة الجودة في التعليم، ومن خلال تخصيص 3% من الناتج المحلي اﻹجمالي (GDP) أي ما يقارب 2,3 مليار دوﻻر أمريكي في مجال تطـوير التعليم ، واستحدثت جائزة سنغافورة الوطنية للجودة عام 1994 .
ويمتاز نموذج اﻹدارة في سنغافورة باعتناقه وتطبيقه للشعارات اﻵتية :
• نقدم خدمة ذات جودة بطريقة سريعة وفعالة وودودة .
• نلتزم بمعايير عالية من الحرفية والنزاهة واﻷخلاق.
•نبذل قصارى جهدنا لمساعدة العملاء وتلبية احتياجاتهم.
• يعد احترام العاملين المطلب اﻷول لتحقيق الخدمة القائمة وتعبيرعن اﻻلتزام الصادق .
• تدفعنا روح التميز إلى أن نكون اﻷفضل في كل ما نفعله .
• التعلم من اﻵخرين ومن إبداء الملاحظات على اﻷداء ومن التعقيب على اﻷخطاء هو أفـضل طريقة للاستفادة من الخبرات .

ومن جانب آخر أظهرت دراسة للمجموعة الاستشارية الدولية (ماكينزي) أعلنت أن جودة نظام التعليم لا يمكن أن يتجاوز نوعية معلميها . حيث أصبح من الواضح بشكل متزايد أن نوعية المعلم المعني بالتعليم هي من بين أهم العوامل التي تشكل التعلم ونمو الطلاب كما أن معرفة المعلمين لما هم قادرين على القيام به ، ومدى احتياجهم لبرامج إعداد المعلم و توفير الأدلة الارشادية باستمرار وأن البرامج وإجراءاتها يجب أن تكون ذات صلة لتلبية الاحتياجات الحالية والمستقبلية للتعليم.و لضمان الجودة هناك حاجة لمؤسسات تدريب للمعلم والبحث عن سبل لتحسين مستمر لأعضاء هيئة التدريس،وتصميم البرامج وتنفيذها (سيلفيا تشونغ,2009 :303)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق